{ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " ( {[1482]} ) ، نهى الله تعالى وذم من إذا أتاهم نبأ مما يوجب الأمن أو الحذر والخوف نشره في الناس ؛ ومن هذا يعلم أن المؤمن مطالب بعدم التحديث بالشيء قبل تحقيقه والتثبت من صحته ؛ { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } والاستنباط : الاستخراج ، يقال : استنبط الرجل العين : إذا حفرها واستخرجها من قعورها ، في الصحيحين عن عمر بن الخطاب حديث ، ومنه أنه حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه جاء من منزله حتى دخل المسجد ، فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فاستفهمه : أطلقت نساءك ؟ ، فقال : " لا " فقلت الله أكبر ، وذكر الحديث . . ، وفي صحيح مسلم : فقلت : أطلقتهن ؟ فقال : " لا " فقمت على باب المسجد ، فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه ، ونزلت هذه الآية : { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه } ، فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر ؛ يقول علماء الأحكام : وهو يدل على الاجتهاد إذا عدم النص والإجماع ؛ لأن أولي الأمر يستخرجون على علم ما ينبغي أن يفشي وما ينبغي أن يكتم ؛ { ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } قال ابن زيد : هذه الآية مقدمة ومؤخرة ، إنما هي : أذاعوا به إلا قيلا منهم ، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لم ينج قليل ولا كثير ؛ - المراد بالفضل والرحمة ههنا : نصرته تعالى ومعونته اللذان تمناهما المنافقون بقولهم : { فأفوز فوزا عظيما } ، والتقدير : لولا حصول النصر والظفر على سبيل التتابع لتركتم الدين إلا القليل منكم ، وهم أهل البصائر والعزائم من أفاضل المؤمنين ، الذين يعلمون أنه ليس من شرط كونه حقا حصول الدولة في الدنيا ، فلا تواتر الفتح والظفر يدل على كونه حقا ، ولا انقطاع النصر والغلبة يدل على كونه باطلا ، بل الأمر في كونه حقا وباطلا مبني على الدليل-( {[1483]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.