تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ} (13)

قوله :{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } يعني آدم وحواء نزلت في بلال المؤذن ، وقالوا : في سلمان الفارسي ، وفي أربعة نفر من قريش ، في عتاب بن أسيد بن أبي العيص ، والحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، وأبي سفيان بن حرب ، كلهم من قريش ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة أمر بلالا فصعد ظهر الكعبة وأذن ، وأراد أن يذل المشركين بذلك ، فلما صعد بلال وأذن . قال عتاب بن أسيد : الحمد لله الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم ، وقال الحارث بن هشام : عجبت لهذا العبد الحبشي أما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الغراب الأسود ، وقال سهيل بن عمرو : إن يكره الله شيئا يغيره ، وقال أبو سفيان : أما أنا فلا أقول ، فإني لو قلت شيئا لتشهدن على السماء ولتخبرن عني الأرض .

فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقولهم ، فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :" كيف ثلت ما عتاب" ؟ قال : قلت : الحمد الذي قبض أسيد قبل هذا اليوم ، قال :" صدقت" ، ثم قال للحارث بن هشام :" كيف قلت" ؟ قال : عجبت لهذا العبد الحبشي ، وأما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الغراب الأسود ، قال :" صدقت" ، ثم قال لسهيل بن عمرو :" كيف قلت" ؟ قال : قلت : إن يكره الله شيئا يغيره ، قال :" صدقت" ، ثم قال لأبي سفيان :" كيف قلت" ؟ قال : قلت : أما أنا فلا أقول شيئا ، فإني لو قلت شيئا لتشهدن على السماء والأرض ولتخبرن عني الأرض ، قال :" صدقت" ، فأنزل الله تعالى فيهم :{ يا أيها الناس } يعني بلالا وهؤلاء الأربعة { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } وعني آدم وحواء { وجعلناكم شعوبا } يعني رءوس القبائل ربيعة ومضر وبنو تميم والأزد { وقبائل } يعني الأفخاذ بنو سعد ، وبنو عامر ، وبنو قيس ، ونحوه { لتعارفوا } في النسب ، ثم قال :{ إن أكرمكم } يعني بلالا { عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } آية يعني أن أتقاكم بلال .