تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهَاۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٞ} (101)

قوله سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوءكم } ، نزلت في عبد الله بن جحش بن رباب الأسدي ، من بنى غنم ابن دودان ، وفي عبد الله بن حذافة القرشي ، ثم السهمي ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يا أيها الناس ، إن الله كتب عليكم الحج" ، فقال عبد الله بن جحش : أفي كل عام ؟ فسكت عنه صلى الله عليه وسلم ، ثم أعاد قوله ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم عاد ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ونخسه بقضيب كان معه ، ثم قال : "ويحك ، لو قلت نعم لوجبت ، فاتركوني ما تركتكم ، فإذا أمرتكم بأمر فافعلوه ، وإذا نهيتكم عن أمر فانتهوا عنه" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيها الناس ، إنه قد رفعت لي الدنيا ، فأنا أنظر إلى ما يكون في أمتي من الأحداث إلى يوم القيامة ، ورفعت لي أنساب العرب ، فأنا أعرف أنسابهم رجلا رجلا" .

فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ، أين أنا ؟ قال : "أنت في الجنة" ، ثم قام آخر ، فقال : أين أنا ؟ قال : "في الجنة" ، ثم قام الثالث ، فقال : أين أنا ؟ فقال : "أنت في النار" ، فرجع الرجل حزينا ، وقام عبد الله بن حذافة ، وكان يطعن فيه ، فقال : يا رسول الله ، من أبى ؟ قال : "أبوك حذافة" ، وقام رجل من بني عبد الدار ، فقال : يا رسول الله ، من أبي ؟ قال : "أبوك سعد" ، نسبه إلى غير أبيه ، فقام عمر بن الخطاب ، فقال : يا رسول الله ، استر علينا يستر الله عليك ، أنا قوم قريبو عهد بالشرك ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيرا" ، فأنزل الله عز وجل : { لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } ، يعني إن تبين لكم فلعلكم إن تسألوا عما لم ينزل به قرآنا فينزل به قرآنا مغلظا لا تطيقوه ، قوله سبحانه : { وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن } ، يعني عن الأشياء حين ينزل بها قرآنا ، { تبد لكم } تبين لكم ، { عفا الله عنها } ، يقول : عفا الله عن تلك الأشياء حين لم يوجبها عليكم ، { والله غفور حليم } ، يعني ذو تجاوز حين لا يعجل بالعقوبة .