تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (9)

ثم ذكر الأنصار فأثنى عليهم حين طابت أنفسهم عن الفيء ، إذ جعل المهاجرين دونهم .

فقال :{ والذين تبوءوا الدار } يعني أوطنوا دار المدينة من قبل هجرة المؤمنين ، إليهم بسنين .

ثم قال :{ والإيمان من قبلهم } من قبل هجرة المهاجرين ، ثم قال : للأنصار :{ يحبون من هاجر إليهم } من المؤمنين ،{ ولا يجدون في صدورهم } يعني قلوبهم { حاجة مما أوتوا } يعني مما أعطى إخوانهم المهاجرين من الفيء ،{ ويؤثرون على أنفسهم } يقول : لا تضيق { ولو كان بهم خصاصة } يعني الفاقة فآثروا المهاجرين بالفيء على أنفسهم ، ثم قال :{ ومن يوق شح نفسه } يعني ومن يقيه الله حرص نفسه ، سعني الأنصار حين طابت أنفسهم عن الفيء لإخوانهم ،{ فأولئك هم المفلحون } آية فقد ذهب صنفان المهاجرون والأنصار بقي صنف واحد ، وهم التابعون الذين دخلوا في الإسلام إلى يوم القيامة .