قوله : { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الملائكة } أي لا يؤمنون ولو نزلنا إليهم الملائكة كما اقترحوهم بقولهم : { لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } { وَكَلَّمَهُمُ الموتى } الذين يعرفونهم بعد إحيائنا لهم ، فقالوا لهم : إن هذا النبي صادق مرسل من عند الله ، فآمنوا به ، لم يؤمنوا { وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْء } مما سألوه من الآيات { قُبُلاً } أي كفلاً وضمناً بما جئناهم به من الآيات البينات . هذا على قراءة من قرأ { قبلاً } بضم القاف وهم الجمهور . وقرأ نافع ، وابن عامر ، «قبلاً » بكسرها أي مقابلة . وقال محمد بن يزيد المبرد : { قبلاً } بمعنى ناحية ، كما تقول لي : قبل فلان مال ، فقبلاً نصب على الظرف ، وعلى المعنى الأوّل ورد قوله تعالى : { أَوْ تَأْتِي بالله والملائكة قَبِيلاً }أي يضمنون ، كذا قال الفراء . وقال الأخفش : هو بمعنى قبيل قبيل : أي جماعة جماعة . وحكى أبو زيد ، لقيت فلاناً قبلاً ومقابلة وقبلاً كله واحد ، بمعنى المواجهة ، فيكون على هذا الضم كالكسر وتستوي القراءتان . والحشر : الجمع { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء الله } إيمانهم ، فإن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، والاستثناء مفرغ { ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } جهلاً يحول بينهم وبين درك الحق والوصول إلى الصواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.