تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَـٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡـٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (80)

ثم إن نمروذ بن كنعان الجبار خاصم إبراهيم ، فقال : من ربك ؟ قال إبراهيم : ربى الذي يحيى ويميت ، وهو قوله : { وحاجه قومه } ، فعمد نمروذ إلى إنسان فقتله ، وجاء بآخر فتركه ، فقال : أنا أحييت هذا وأمت ذلك ، قال إبراهيم : فإن الله يأتي بالشمس من المشرق ، فأت بها من المغرب ، فبهت الذي كفر ، يعني نمروذ ، قوله : { وحاجه قومه } ، وذلك أنهم لما سمعوا إبراهيم ، عليه السلام ، عاب آلهتهم وبرئ منها ، قالوا لإبراهيم : إن لم تؤمن بآلهتنا ، فإنا نخاف أن تخبلك وتفسدك فتهلك ، فذلك قوله : { وحاجه قومه } ، يعني وخاصمه قومه ، { قال أتحاجوني في الله وقد هدان } لدينه ، { ولا أخاف ما تشركون به } ، يعني بالله من الآلهة ، وهي لا تسمع ولا تبصر شيئا ، ولا تنفع ولا تضر ، وتنحتونها بأيديكم ، { إلا أن يشاء ربي شيئا } ، فيضلني عن الهدى ، فأخاف آلهتكم أن تصيبني بسوء ، { وسع } ، يعني ملأ { ربي كل شيء علما } ، فعلمه ، { أفلا } ، يعني فهلا { تتذكرون } فتعتبرون .