الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَـٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡـٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (80)

{ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونّى فِى الله } وكانوا حاجوه في توحيد الله ونفي الشركاء عنه منكرين لذلك { وَقَدْ هدان } يعني إلى التوحيد { وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ } وقد خوفوه أن معبوداتهم تصيبه بسوء { إِلاَّ أَن يَشَاء رَبّى شَيْئاً } إلاّ وقت مشيئة ربي شيئاً يخاف ، فحذف الوقت ، يعني لا أخاف معبوداتكم في وقت قط ؛ لأنها لا تقدر على منفعة ولا مضرة ، إلاّ إذا شاء ربي أن يصيبني بمخوف من جهتها إن أصبت ذنباً استوجب به إنزال المكروه ، مثل أن يرجمني بكوكب أو بشقة من الشمس أو القمر ، أو يجلعها قادرة على مضرتي { وَسِعَ رَبّى كُلَّ شَىْء عِلْماً } أي ليس بعجب ولا مستبعد أن يكون في علمه إنزال المخوف بي من جهتها { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } فتميزوا بين الصحيح والفاسد والقادر والعاجز .