تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَـٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡـٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (80)

الآية 80 [ وقوله تعالى ]{[7369]} : { وحاجه قومه } ذكر محاجة قومه ، ولم يبين فيم حاجوه ؟ لكن في الجواب بيان أن المحاجة في ما كانت ، وهو قوله تعالى : { أتحاجوني في الله } ثم تحتمل المحاجة { في الله } في توحيد الله ودينه ، وتحتمل في أمر الله وطاعته .

وذكر في بعض القصة عن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ]{[7370]} قال : { وحاجه قومه } في آلهتهم ، وخوفوه بها ، وقالوا : إنا نخاف آلهتنا ، وأنت تشتمها ، ولا تعبدها ، إن تخيلك وتفسدك [ ظاهران ]{[7371]} ، وذلك محتمل ، وهو كقول قوم هود لهود عليه السلام : { إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } [ هود : 54 ] .

ثم قال لهم إبراهيم : لم تخافون أنتم منها ؟ قالوا كيف [ لا ]{[7372]} نخاف ، ونحن نعبدها ؟ قال : إنكم تسوون بين الصغير والكبير والذكر والأنثى . أما تخافون الكبير إذ سميتموه بالصغير ، وما تخافون الذكر إذ سميتموه بالأنثى .

ويحتمل أنهم خوفوه بالله بترك عبادة آلهتهم لما كانوا يقولون : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] ويقولون : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] [ فخوفوا بها ]{[7373]} إبراهيم بترك عبادتهم لما كان عندهم أن عبادتهم إياها تقربهم إلى الله زلفى ، وترك العبادة لها يبعدهم . فقال : { وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به } .

ويحتمل قوله تعالى : { وقد هدان } الدين والتوحيد ، وهداني طاعته والاتباع لأمره . فقال كيف أخاف { وقد هدان } ؟

وقوله تعالى : { إلا أن يشاء ربي شيئا } هذا يحتمل [ وجهين :

أحدهما ]{[7374]} : لا أخاف إلا أن عصيت ربي في شيء ، فعند ذلك أخاف . وأما إذا هداني ربي فإني [ لا ]{[7375]} أخاف بتركي عبادتهم .

والثاني : { إلا أن يشاء ربي } إلا أن يبتليني ربي بشيء من المعصية ؛ فعند ذلك أكون في مشيئته ؛ إن شاء عذبني ، وإن شاء لم يعذبني .

وقوله تعالى : { وسع ربي كل شيء علما } أي علم ذلك كله عنده ، عصيت ، أو أطعت .


[7369]:- ساقطة من الأصل وم .
[7370]:- ساقطة من الأصل وم.
[7371]:- ساقطة من الأصل وم.
[7372]:- لا: ساقطة من الأصل وم.
[7373]:- في الأصل وم: فخوفوها.
[7374]:- ساقطة من الأصل وم.
[7375]:-ساقطة من الأصل وم.