الآية 80 [ وقوله تعالى ]{[7369]} : { وحاجه قومه } ذكر محاجة قومه ، ولم يبين فيم حاجوه ؟ لكن في الجواب بيان أن المحاجة في ما كانت ، وهو قوله تعالى : { أتحاجوني في الله } ثم تحتمل المحاجة { في الله } في توحيد الله ودينه ، وتحتمل في أمر الله وطاعته .
وذكر في بعض القصة عن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ]{[7370]} قال : { وحاجه قومه } في آلهتهم ، وخوفوه بها ، وقالوا : إنا نخاف آلهتنا ، وأنت تشتمها ، ولا تعبدها ، إن تخيلك وتفسدك [ ظاهران ]{[7371]} ، وذلك محتمل ، وهو كقول قوم هود لهود عليه السلام : { إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } [ هود : 54 ] .
ثم قال لهم إبراهيم : لم تخافون أنتم منها ؟ قالوا كيف [ لا ]{[7372]} نخاف ، ونحن نعبدها ؟ قال : إنكم تسوون بين الصغير والكبير والذكر والأنثى . أما تخافون الكبير إذ سميتموه بالصغير ، وما تخافون الذكر إذ سميتموه بالأنثى .
ويحتمل أنهم خوفوه بالله بترك عبادة آلهتهم لما كانوا يقولون : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] ويقولون : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] [ فخوفوا بها ]{[7373]} إبراهيم بترك عبادتهم لما كان عندهم أن عبادتهم إياها تقربهم إلى الله زلفى ، وترك العبادة لها يبعدهم . فقال : { وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به } .
ويحتمل قوله تعالى : { وقد هدان } الدين والتوحيد ، وهداني طاعته والاتباع لأمره . فقال كيف أخاف { وقد هدان } ؟
وقوله تعالى : { إلا أن يشاء ربي شيئا } هذا يحتمل [ وجهين :
أحدهما ]{[7374]} : لا أخاف إلا أن عصيت ربي في شيء ، فعند ذلك أخاف . وأما إذا هداني ربي فإني [ لا ]{[7375]} أخاف بتركي عبادتهم .
والثاني : { إلا أن يشاء ربي } إلا أن يبتليني ربي بشيء من المعصية ؛ فعند ذلك أكون في مشيئته ؛ إن شاء عذبني ، وإن شاء لم يعذبني .
وقوله تعالى : { وسع ربي كل شيء علما } أي علم ذلك كله عنده ، عصيت ، أو أطعت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.