جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَـٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡـٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (80)

{ وحاجّه قومه } : جادلوه في التوحيد ، { قال أتحاجّوني في الله } : في وحدانيته ، { وقد هدان } : إلى التوحيد ، وأنا على بينة منه ، { ولا أخاف ما تشركون به } أي : معبوداتكم فإنها لا تملك ضرا ولا نفعا وهم يخوفونه{[1459]} منها ، { إلا أن يشاء ربي شيئا } ، استثناء منقطع ، أي : لكن أخاف مشيئة الله ، أو متصل تقديره لا أخاف معبوداتكم في وقت قط إلا وقت مشيئته ربي شيئا من مكروه يصيبني من جهتها مثل أن يرجمني بكوكب أو يجعلها قادرة على مضرتي ، { وسع{[1460]} ربي كل شيء{[1461]} علما أفلا تتذكرون } : فتعتبروا أن ما قلت لكم حق فتتركوا عبادتها .


[1459]:كما قال قوم هود: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) (هود: 54)/12 وجيز.
[1460]:وفي تكرار ربي استلذاذ، وتعريض بأن الله ربه ومولاه ولا مولى لهم، بل الله عدوهم/12 وجيز.
[1461]:منصوب على التمييز فهذا أبلغ من وسع علم ربي كل شيء/12 وجيز.