تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلّٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ وَنُودُوٓاْ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (43)

ثم أخبر عنهم ، فقال : { ونزعنا ما في صدورهم من غل } ، يعني ما كان في الدنيا في قلوبهم من غش ، يعني بعضهم لبعض ، وذلك أن أهل الجنة إذا هم بشجرة ينبع من ساقها عينان ، فيميلون إلى أحدهما فيشربون منها ، فيخرج الله ما كان في أجوافهم من غل أو أقذار ، فيطهر الله أجوافهم ، { وسقاهم ربهم شرابا طهورا } ( الإنسان : 21 ) ، ثم يميلون إلى العين الأخرى ، فيغتسلون فيها ، فيطيب الله أجسادهم من كل درن ، وجرت عليهم النظرة ، فلا تشعث رءوسهم ، ولا تغبر وجوههم ، ولا تشحب أجسادهم ، ثم تتلقاهم خزنة الجنة قبل أن يدخلوا الجنة ، فينادونهم ، يعني قالوا لهم : { أن تلكم الجنة أورثتموها } ، يقول : هاكم الجنة أورثتموها { بما كنتم تعملون } ، فلما استقروا في منازلهم ، { تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا } ، أي للإسلام ولهذا الخير ، { وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } لدينه ، ما كنا لنهتدي في التقديم ، { لقد جاءت رسل ربنا بالحق } ، بأن هذا اليوم حق فصدقناهم ، { ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } .