قوله سبحانه : { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ }[ الأعراف :43 ] هذا إخبار من اللَّه عز وجل أنه ينقي قُلُوبَ ساكني الجنة من الغِلِّ ، والحِقْدِ ، وذلك أن صاحب الغل مُعَذَّبٌ به ، ولا عذاب في الجَنَّةِ .
وورد في الحديث : " الغلُّ على بَابِ الجنة كَمَبَارِكِ الإِبِلِ قد نَزَعَهُ اللَّه من قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ " ، والغل الحِقْدُ والإِحنة الخَفِيَّةُ في النفس { وَقَالُواْ الحمد لِلَّهِ الذي هدانا لهذا } الإِشارة ب( هذا ) يتجه أن تكون إلى الإيمان ، والأعمال الصالحات المؤدية إلى الجنة ، ويحتمل أن تكون إلى الجنة نَفْسِهَا ، أي : أرشدنا إلى طرقها ، وقرأ ابن عامر وَحْدَهُ : { ما كنا لنهتدي } بسقوط الواو ، وكذلك هي في مَصَاحِف أهل الشام ، ووجهها أن الكَلاَمَ مُتَّصِلٌ ، مرتبط بما قبله ، ولما رأوا تصديق ما جاءت به الأنبياء عن اللَّه سبحانه ، وَعَايَنُوا إنجاز المواعيد قالوا : { لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحق وَنُودُواْ } أي : قيل لهم بِصِيَاحٍ ، وهذا النداء من قِبَلِ اللَّه ، ( وأن ) مفسرة لمعنى النداء ، بمعنى : أي .
وقوله : { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } لا على طَرِيق وجوب ذلك على اللَّه تعالى ، لكن بقرينة رحمته ، وتغمده ، والأعمال أمارة من اللَّه سبحانه وطريق إلى قوة الرَّجَاء ، ودخولُ الجَنَّة إنما هو بِمُجَرَّدِ رحمته ، والقَسْمُ فيها على قدر الأعمال . و( أورثتم ) مشيرة إلى الأَقْسَام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.