تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ قَدۡ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (53)

ثم رجع في التقديم إلى الذين جحدوا بالقرآن ، فقال : { هل ينظرون } ، يخوفهم ، { إلا تأويله يوم يأتي تأويله } ، يعني العاقبة ، ما وعد الله في القرآن من الوعد والوعيد ، والخير والشر ، على ألسنة الرسل ، { يقول الذين نسوه من قبل } ، يعني يقول في الآخرة الذين تركوا الإيمان في الدنيا بالبعث ، فإذا ذكروه وعاينوا قول الرسل ، قالوا : { قد جاءت رسل ربنا بالحق } ، بأن هذا اليوم كائن ، وهو حق ، { فهل لنا من شفعاء } من الملائكة والنبيين وغيرها ، { فيشفعوا لنا أو نرد } إلى الدنيا ، { فنعمل } من الخير { غير الذي كنا نعمل } من الشر ، يعني الشرك والتكذيب ، يقول الله : { قد خسروا

أنفسهم } ، يقول : قد غبنوا أنفسهم ، فساروا إلى النار ، { وضل عنهم } في الآخرة { ما كانوا يفترون } في الدنيا من التكذيب .