قوله : { أو نرد }[ 53 ] ، معطوف على [ قوله{[23895]} ] : { من شفعاء }[ 53 ] ، أي : أو هل{[23896]} نرد{[23897]} .
وقرأ ابن أبي إسحاق : " أو نرد " ، بالنصب{[23898]} ، على معنى : إلا أن نرد ، كما قال{[23899]} :
. . . . . أو نموت فنعذرا{[23900]}
وقوله { فنعمل }[ 53 ] ، جواب{[23901]} لقوله : { أو نرد } ، أو عطف عليه ، على قراءة من نصب ( " نرد " ){[23902]} .
وقرأ الحسن : " أو نرد فنعمل " ، بالرفع فيهما{[23903]} ، على ( لفظ{[23904]} ) العطف على " نُرد " {[23905]} . ورفع " نرد " على الاستفهام كما ذكرنا{[23906]} .
وقوله : { هل ينظرون إلا تاويله }[ 53 ] .
/أي : إلا ما وعدوا{[23907]} به في القرآن من العذاب .
و{ ينظرون } ، بمعنى : ينتظرون{[23908]} .
قال قتادة : { تاويله } ، عاقبته{[23909]} .
وقال مجاهد : جزاءه{[23910]} .
{ يوم ياتي تاويله }[ 53 ] ، أي : جزاؤه ، { يقول{[23911]} الذين نسوه من قبل }[ 53 ] ، أي : تركوه في الدنيا ، { قد جاءت رسل ربنا بالحق }{[23912]} .
وقال ابن زيد : { تاويله } حقيقته{[23913]} ، أي : حقيقة القرآن فيما أوعدهم من العقاب .
قال السدي : { الذين نسوه } ، تركوه في الدنيا ، لما رأوا ما أوعدهم أنبياؤهم ، استيقنوا بالهلاك{[23914]} ، وطلبوا الشفعاء والرجعة إلى الدنيا{[23915]} .
أي : غَبَنوا أنفسهم حظوظها ببيعهم{[23916]} ما ذكر لهم من نعيم الآخرة الدائم بالخسيس من عرض الدنيا الزائل{[23917]} .
{ وضل عنهم ما كانوا يفترون }[ 53 ] .
أي : أولياؤهم في الدنيا{[23918]} .
وقال بعض أهل اللغة{[23919]} معناه{[23920]} : هل ينظرون إلى ما يؤول إليه أمرهم من البعث ، وعلى هذا تأولوا قول الله : { وما يعلم تاويله إلا الله }[ آل عمران : 7 ] أي : لا يعلم وقت البعث إلا الله ، ثم قال تعالى : { والراسخون في العلم يقولون آمنا به }{[23921]} .
و " النسيان " في هذا{[23922]} الموضع{[23923]} على معنيين :
-يجوز أن يكون معناه : فلما أعرضوا عنه صاروا بمنزلة من نسي{[23924]} الشيء .
-والثاني : أن يكون بمعنى الترك{[23925]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.