الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ قَدۡ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (53)

{ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } إلاّ عاقبة أمره وما يؤول إليه من تبين صدقه وظهور صحة ما نطق به من الوعد والوعيد { قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبّنَا بالحق } أي تبين وصحّ أنهم جاؤوا بالحق { نُرَدُّ } جملة معطوفة على الجملة قبلها ، داخلة معها في حكم الاستفهام ، كأنه قيل : هل لنا من شفعاء ؟ أو هل نردّ ؟ ورافعه وقوعه موقعاً يصلح للاسم ، كما تقول ابتداء : هل يضرب زيد ؟ ولا يطلب له فعل آخر يعطف عليه . فلا يقدّر : هل يشفع لنا شافع أو نردّ ؟ وقرأ ابن أبي إسحاق : «أو نردّ » بالنصب عطفاً على «فيشفعوا لنا » أو تكون «أو » بمعنى «حتى أنّ » أي يشفعوا لنا حتى نردّ فنعمل وقرأ الحسن بنصب «نردّ » ورفع { فَنَعْمَلَ } بمعنى : فنحن نعمل .