بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ قَدۡ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (53)

ثم قال : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } عاقبة ما وعدهم الله . وهو يوم القيامة .

{ يَقُولُ الذين نَسُوهُ } يقول : الذين تركوا العمل والإيمان { مِن قَبْلُ } يعني : في الدنيا { قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبّنَا بالحق } وذلك أنهم حين عاينوا العذاب ، وذكروا قول الرسل ، وندموا على تكذيبهم إياهم . يقولون : { قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبّنَا بالحق } . أي بأمر البعث فكذبناهم { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا } لأنهم يرون الشفعاء يشفعون للمؤمنين ، فيقال لهم : ليس لكم شفيع . فيقولون : { أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الذي كُنَّا نَعْمَلُ } أي : هل نرد إلى الدنيا فنصدق الرسل ونعمل غير الشرك { فَنَعْمَلَ } صار نصباً لأنه جواب الاستفهام ، وجواب الاستفهام إذا كان بالفاء فهو نصب . وكذلك جواب الأمر والنهي . يقول الله تعالى : { قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ } أي : قد غبنوا حظ أنفسهم { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي يكذبون بأن الآلهة شفعاؤهم عند الله .