تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (40)

ثم قال للمؤمنين : { إلا تنصروه } ، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ، { فقد نصره الله } هذه أول آية نزلت من براءة ، وكانت تسمى الفاضحة ، لما ذكر الله فيها من عيوب

المنافقين ، { إذ أخرجه الذين كفروا } بتوحيد الله من مكة ، { ثاني اثنين } فهو النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، { إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : { لا تحزن } { إن الله معنا } في الدفع عنا ، وذلك حين خاف القافة حول الغار ، فقال أبو بكر : أتينا يا نبي الله ، وحزن أبو بكر ، فقال : إنما أنا رجل واحد ، وإن قتلت أنت تهلك هذه الأمة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { لا تحزن } .

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم اعم أبصارهم عنا" ففعل الله ذلك بهم ، { فأنزل الله سكينته عليه } ، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ، { وأيده بجنود لم تروها } ، يعنى الملائكة يوم بدر ، ويوم الأحزاب ، ويوم خيبر ، { وجعل كلمة الذين كفروا } ، يعني دعوة الشرك ، { السفلى وكلمة الله } ، يعنى دعوة الإخلاص ، { هي العليا } يعنى العالية ، { والله عزيز } في ملكه ، { حكيم } [ آية :40 ] حكم إطفاء دعوة المشركين ، وإظهار التوحيد .