فإن قلت : كيف يكون قوله : { فَقَدْ نَصَرَهُ الله } جواباً للشرط ؟ قلت : فيه وجهان أحدهما : إلاّ تنصروه فسينصره من نصره حين لم يكن معه إلاّ رجل واحد ولا أقل من الواحد ، فدلّ بقوله : { فَقَدْ نَصَرَهُ الله } على أنه ينصره في المستقبل ، كما نصره في ذلك الوقت . والثاني : أنه أوجب له النصرة وجعله منصوراً في ذلك الوقت ، فلن يخذل من بعده . وأسند الإخراج إلى الكفار كما أسند إليهم في قوله : { مّن قَرْيَتِكَ التى أَخْرَجَتْكَ } [ محمد : 13 ] لأنهم حين هموا بإخراجه أذن الله له في الخروج فكأنهم أخرجوه { ثَانِيَ اثنين } أحد اثنين ، كقوله : { ثالث ثلاثة } وهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه . يروى : ( أنّ جبريل عليه السلام لما أمره بالخروج قال : من يخرج معي ؟ قال : أبو بكر ) وانتصابه على الحال . وقرىء : «ثاني اثنين » بالسكون و { إِذْ هُمَا } بدل من إذ أخرجه . والغار : ثقب في أعلى ثور ، وهو جبل في يمين مكة على مسيرة ساعة ، مكثا فيه ثلاثاً { إِذْ يَقُولُ } بدل ثان .
وقيل : طلع المشركون فوق الغار فأشفق أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال : إن تصب اليوم ذهب دين الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " وقيل : لما دخلا الغار بعث الله تعالى حمامتين فباضتا في أسفله ، والعنكبوت فنسجت عليه . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللَّهم أعم أبصارهم " فجعلوا يتردّدون حول الغار ولا يفطنون . وقد أخذ الله بأبصارهم عنه . وقالوا : من أنكر صحبة أبي بكر رضي الله عنه فقد كفر ، لإنكاره كلام الله ، وليس ذلك لسائر الصحابة { سَكِينَتَهُ } ما ألقى في قلبه من الأمنة ، التي سكن عندها وعلم أنهم لا يصلون إليه ، والجنود الملائكة يوم بدر ، والأحزاب وحنين . وكلمة الذين كفروا : دعوتهم إلى الكفر { وَكَلِمَةُ الله } دعوته إلى الإسلام . وقرئ : «كلمة الله » بالنصب ، والرفع أوجه و { هِىَ } فصل أو مبتدأ ، وفيها تأكيد فضل كلمة الله في العلوّ ، وأنها المختصة به دون سائر الكلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.