قوله تعالى : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } هو معطوف على قوله { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوى } [ الضحى : 6 ] وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « سَألْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً ، وَوَددْتُ أَنِّي لَمْ أَسْألْهَا قَطُّ ، فَقُلْتُ : اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ، وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيماً . فَقَالَ الله تعالى : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوى } قُلْتُ : بَلَى . قال : { وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فهدى } [ الضحى : 7 ] قُلْتُ : بَلَى . قال { وَوَجَدَكَ عَائِلاً فأغنى } [ الضحى : 8 ] قُلْتُ : بَلَى . قال { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } » الآية .
وروي عن بعض المتقدمين أنه قال : سورة التوبة والأنفال بمنزلة سورة واحدة ، وسورة ألم نشرح لك والضحى بمنزلة سورة واحدة ، وسورة لإيلاف قريش وألم تر كيف فعل ربك ، بمنزلة سورة واحدة .
قال { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } يعني : ألم نوسع قلبك بالتوحيد والإيمان ، وهذا قول مقاتل . وقال الكلبي : أتاه جبريل فشرح صدره ، حتى أبدى قلبه ، ثم جاء بدلو من ماء زمزم ، فغسله وأنقاه مما فيه ، ثم جاء بطشت من ذهب ، قد ملئ علماً وإيماناً ، فوضعه فيه .
ويقال الانشراح للعلم ، حتى علم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان مؤمناً من وقت الميثاق ، فشق صدره على جهة المثل ، فيعبر به عنه . ويقال { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } يعني : ألم نلين قلبك بقبول الوحي ، وحب الخيرات . ويقال : معناه ، ألم نطهر لك قلبك ، حتى لا يؤذيك الوسواس ، كسائر الناس . ويقال : معناه { أَلَمْ نَشْرَحْ } يعني : نوسع لك قلبك بالعلم ، كقوله { وعلمك مما لم تكن تعلم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.