ثم حكى نوعاً آخر من قبائح أعمال بني آدم فقال : { ويجعلون لما لا يعلمون } ، الضمير الأوّل للمشركين ، والثاني ، قيل : لهم ، وقيل : للأصنام التي لا توصف بالعلم والشعور ، ورجح الأوّل ؛ بأن نفي العلم عن الحي حقيقة وعن الجماد مجاز ، وبأن جمع السلامة بالعقلاء أليق ، وقد يرجح الثاني ؛ بأن الأوّل يفتقر إلى الإضمار ، كما لو قيل : ويجعلون لما لا يعلمون في طاعته نفعاً ، ولا في الإعراض عنه ضراً . وقال مجاهد : يعلمون أن الله خلقهم ، ويضرهم وينفعهم ، ثم يجعلون لما لا يعلمون أنه يضرهم { نصيباً } ، أو يجعلون لما لا يعلمون إلاهيتها ، أو السبب في صيرورتها معبودة . والمراد بجعل النصيب ما مر في " الأنعام " في قوله : { وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا } [ الأنعام : 136 ] وقيل : البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي . عن الحسن : وقيل : هم المنجمون ، الذين يوزعون موجودات هذا العالم على الكواكب السبعة ، فيقولون : لزحل كذا وكذا من المعادن والنبات والحيوان ، وللمشتري كذا ، إلى آخر الكواكب . ثم أوعدهم الله بقوله : { تالله لتسئلن عما كنتم تفترون } على الله ، من أن له شريكاً ، وأن الأصنام أهل للتقرب إليها ، مع أنه لا شعور لها بشيء أصلاً ، أو المراد بالافتراء : قولهم : هذا حلال وهذا حرام من غير إذن شرعي ، أو قولهم : إن لغير الله تأثيراً في هذا العالم . ومتى يكون هذا السؤال ؟ قيل : عند القرب من الموت ، ومعاينة ملائكة العذاب ، وقيل : في القبر . والأقرب أنه في الآخرة ، وهذا في هؤلاء الأقوام خاصة ، كقوله : { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } [ الحجر : 92 ] ، في الأمم عامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.