غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَآ أَمۡرُ ٱلسَّاعَةِ إِلَّا كَلَمۡحِ ٱلۡبَصَرِ أَوۡ هُوَ أَقۡرَبُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (77)

71

ومن الآية الثانية كل رجل جاهل عاجز ، وكل من هو بضد ذلك من كونه شامل العلم كامل القدرة ، وليس إلا الله سبحانه فلذلك مدح نفسه بقوله :{ ولله غيب السموات والأرض } ، أي : يختص به علم ما غاب عنه العباد فيهما ، أو أراد بغيبهما يوم القيامة ؛ لأن علمه غائب عن غير الله ، ويؤيد هذا التفسير قوله : { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر } ، اللمح : النظر بسرعة ، ولا بد فيه من زمان تتقلب فيه الحدقة نحو المرئي ، وكل زمان قابل للتجزئة ، فلذلك قال : { أو هو أقرب } ، وليس هذا من قبيل المبالغة ، وإنما هو كلام في غاية الصدق ؛ لأن مدّة ما بين الخطاب وقيام الساعة متناهية ، ومنها إلى الأبد غير متناه ، ولا نسبة للمتناهي إلى غير المتناهي . وقيل : معنى أمر الساعة : أن إماتة الأحياء وإحياء الأموات كلهم يكون في أقرب وقت وأقله . ثم أكده بقوله : { إن الله على كل شيء قدير } .

/خ83