غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَن يَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (117)

91

ثم زيف طريقة المقلدة من أهل الشرك وقوله لا برهان له به كقوله { ما لم ينزل به سلطاناً } [ آل عمران : 151 ] وهو صفة جيء بها للتأكيد لا أن بعض الآلهة قد يقوم على وجوده برهان . وجوّز جار الله أن يكون اعتراضاً بين الشرط والجزاء كقول القائل : من أحسن إلى زيداً لا أحق بالإحسان إليه منه فالله مثيبه .

ومعنى { حسابه عند ربه } أنه بلغ عقابه إلى حيث لا يقدر أحد على حسابه إلا الله . وقرئ { أنه لا يفلح } بفتح الهمزة أي حسابه عدم فلاحه فوضع { الكافرون } موضع الضمير . جعل فاتحة السورة { قد افلح المؤمنون } وأورد في خواتيمها { إنه لا يفلح الكافرون } فشتان ما بين الفريقين .

/خ118