غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سُورَةٌ أَنزَلۡنَٰهَا وَفَرَضۡنَٰهَا وَأَنزَلۡنَا فِيهَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ لَّعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة النور مدنية حروفها خمسة آلاف وثلاثمائة وثلاثون كلامها آلف وثلاثمائة وستة عشر وآياتها أربعة وستون .

1

التفسير :

لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاتمة السورة المتقدمة بطلب المغفرة والرحمة وطلبه يستلزم مطلوبة لا محالة بدليل سل تعط ، أردفه بذكر ما هو اصل كل رحمة ومنشأ كل خير فقال { سورة } أي هذه سورة { أنزلناها وفرضناها } أو فيما أوحينا إليك سورة أنزلناها . وقرئ بالنصب على " دونك سورة " أو " اتل سورة " أو على شريطة التفسير . وعلى هذا لا يكون لقوله { أنزلناها } محل من الإعراب لأنها ليست بصفة وإنما هي مفسرة للمضمر فكانت في حكمه . ومعنى إنزال الوحي قد سلف في أول البقرة . والفرض القطع والتقدير : ولا بد من تقدير مضاف لأن السورة قد دخلت في الوجود فلا معنى لفرضها فالمراد : فرضنا أحكامها التي فيها . ومن شدد فللمبالغة أو للتكثير ففي أحكام هذه السورة كثرة . ويجوز أن يرجع معنى الكثرة إلى المفروض عليهم فإنهم كل المكلفين من السلف والخلف . وأما الآيات البينات فإنها دلائل التوحيد التي يذكرها الله تعالى بعد الأحكام والحدود ويؤيده قوله { لعلكم تذكرون } فإن الأحكام والشرائع ما كانت معلومة لهم ليؤمروا بتذكرها بخلاف دلائل التوحيد فإنها كالمعلومة لظهورها فيكفي فيها التذكر . وقال أبو مسلم : هي الحدود والأحكام أيضاً ولا بعد في تسميتها آيات كقول زكريا { رب اجعل لي آية } [ مريم : 10 ] سأل ربه أن يفرض عليه عملاً . وقال القاضي : أراد بها الأشياء المباحة المذكورة في السورة بينها الله تعالى لأجل التذكر .

/خ10