{ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } .
قال ابن جرير ( 1 ) {[5578]} : ومن يدع مع المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له ، معبودا آخر لا حجة له بما يقول ولا بينة . فإنما حساب عمله السيئ عند ربه . وهو موفيه جزاءه إذا قدم عليه . فإنه لا ينجح أهل الكفر بالله ، عنده ولا يدركون الخلود والبقاء في النعيم ، قال الزمخشري : وقوله : { لا برهان له به } كقوله ( 2 ) {[5579]} : { ما لم ينزل به سلطانا } وهي صفة لازمة ، نحو قوله ( 3 ) {[5580]} { يطير بجناحيه } جيء بها للتوكيد ، لا أن يكون في الآلهة ما يجوز أن يقوم عليه البرهان . ويجوز ان يكون اعتراضا بين الشرط والجزاء . كقولك ( من أحسن إلى زيد – لا أحق بالإحسان منه – فالله مثيبه ) .
قال في ( الانتصاف ) : إن كان صفة ، فالمقصود بها التهكم بمدعي إله مع الله ، كقوله {[5581]} : { بل أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا } فنفى انزال السلطان به ، وإن لم يكن في نفس الأمر سلطان ، لا منزل ولا غير منزل .
وقال الرازي : نبه تعالى بالآية ، على أن كل ما لا برهان فيه ، لا يجوز إثباته ، وذلك يوجب صحة النظر وفساد التقليد . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.