ثم عدل عن الاستفهام بذكر الذات إلى الاستفهام بذكر الصفات مبتدئاً بما هو أبين الحسيات فقال : { أمن خلق السموات } وإنما قال ههنا { وأنزل لكم } واقتصر في إبراهيم على قوله { وأنزل } [ إبراهيم : 32 ] لأن لفظة { لكم } وردت هناك بالآخرة ، وليس قوله { ما كان لكم } مغنياً عن ذكره لأنه نفي لا يفيد معنى الأول . ومعنى الالتفات من الغيبة إلى التكلم في قوله { فأنبتنا } تأكيد معنى اختصاص الإنبات بذاته لأن الإنسان قد يتوهم أن له مدخلاً في ذلك من حيث الغرس والسقي . والحدائق جمع حديقة البستان عليه حائط من الإحداق والإحاطة . والبهجة الحسن والنضارة لأن الناظر يبتهج به . وإنما لم يقل ذوات بهجة على الجمع لأن المعنى جماعة حدائق كما يقال : النساء ذهبت . ومعنى { أءله مع الله } أغيره يقرن به ويجعل شريكاً له . قال في الكشاف : قوله { بل هم } بعد الخطاب أبلغ في تخطئة رأيهم . قلت : إنما تعين الغيبة ههنا لأن الخطاب في قوله { ما كان لكم } إنما هو لجميع الناس أي ما صح وما ينبغي للإنسان أن يتأتى منه الإنبات . ولو قال بعد ذلك بل أنتم لزم أن يكون كل الناس مشركين وليس كذلك . وقوله { يعدلون } من العدل أو من العدول أي يعدلون به غيره أو يعدلون عن الحق الذي هو التوحيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.