ثم عدد سبحانه وتعالى أنواعاً من الخيرات والمنافع التي هي آثار رحمته وفضله : الأوّل منها قوله تعالى : { أم من خلق السماوات والأرض } أي : التي هي أصول الكائنات ومبادئ المنافع ، فإن قيل : ما الفرق بين أم وأم في { أم ما يشركون } و{ أم من خلق السماوات } ؟ أجيب : بأنّ تلك متصلة لأنّ المعنى أيهما خير ، وهذه منقطعة بمعنى بل والهمزة ، لما قال الله خير أم الآلهة قال بل أم من خلق السماوات والأرض خير تقريراً لهم بأنّ من قدر على خلق العالم خير من جماد لا يقدر على شيء { وأنزل لكم } أي : لأجلكم خاصة وأنتم تكفرون به وتنسبون ما تفرد به من ذلك لغيره { من السماء ماء } هو للأرض كالماء الدافق للأرحام { فأنبتنا به حدائق } جمع حديقة وهي البستان ، وقيل : القطعة من الأرض ذات الماء .
قال الراغب : سميت بذلك تشبهاً بحدقة العين في الهيئة وحصول الماء فيها ، وقال غيره : سميت بذلك لإحداق الجدران بها قاله ابن عادل ، وليس بشيء لأنه يطلق عليها ذلك مع عدم الجدران { ذات بهجة } أي : بهاء وحسن ورونق وسرور على تقارب أصولها مع اختلاف أنواعها وتباين طعومها وأشكالها ومقاديرها وألوانها . ولما أثبت الإنبات له نفاه عن غيره بقوله تعالى : { ما كان } أي : ما صح وما تصوّر بوجه من الوجوه { لكم } وأنتم أحياء فضلاً عن شركائكم الذين هم أموات بل موات { أن تنبتوا شجرها } أي : شجر تلك الحدائق { أإله مع الله } أعانه على ذلك ، أي : ليس معه إله { بل هم } أي : في ادعائهم معه سبحانه شريكاً { قوم يعدلون } أي : عن الحق الذي لا مرية فيه إلى غيره ، وقيل : يعدلون عن هذا الحق الظاهر ، ونظير هذه الآية أوّل سورة الأنعام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.