الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهۡجَةٖ مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ يَعۡدِلُونَ} (60)

ثم قال تعالى{[52783]} : { أمن{[52784]} خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة }[ 62 ] ، فهو مردود على ما قبله{[52785]} على المعنى الذي تقدم ذكره . وفيه معنى التوبيخ ، والتقريع لهم ، وفيه أيضا معنى التنبيه على قدرة الله ، وعجز آلهتهم ، وكذلك معنى ما بعده في قوله{[52786]} " أمن " ، " أمن " هو كله{[52787]} مردود على الله { خير أما تشركون }[ 61 ] ، وفيه من المعاني{[52788]} ما ذكرنا من التوبيخ ، والتقريع ، والتنبيه فافهمه كله .

والحدائق{[52789]} : جمع حديقة وهي البستان عليه حائط محوط ، فإذا{[52790]} لم يكن عليه حائط فليس بحديقة .

وقال قتادة{[52791]} : هي النخل الحسان{[52792]} .

قال عكرمة : الحدائق : النخل{[52793]} ، والبهجة : الزينة والحسن .

ثم قال : { ما كان لكم أن تنبتوا شجرها }[ 62 ] ، أي لم تكونوا قادرين على إنبات شجرها ، لولا ما أنزل الله من الماء { أله{[52794]} مع الله }[ 62 ] ، أي أمعبود مع الله خلق ذلك ؟ { بل هم قوم يعدلون }[ 62 ] ، أي يعدلون عن الحق ويجورون على عمد{[52795]} منهم لذلك ، ويجوز أن يكون المعنى : بل هو قوم يعدلون بالله الأوثان .


[52783]:"تعالى" سقطت من ز.
[52784]:ز: أم من.
[52785]:ز: ما أقبله.
[52786]:ز: قولهم.
[52787]:"كله" سقطت من ز.
[52788]:ز: المعنيان ما.
[52789]:انظر: اللسان 10/390 مادة: حدق.
[52790]:ز: فإن.
[52791]:انظر: الدر20/371.
[52792]:ز: الحسن.
[52793]:"النخل و" سقطت من ز.
[52794]:ز: أي الله.
[52795]:ز: عمل.