غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَوۡ أَنَّمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَٰمٞ وَٱلۡبَحۡرُ يَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦ سَبۡعَةُ أَبۡحُرٖ مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَٰتُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (27)

20

وحين بين غاية قدرته أراد أن يبين أنه لا نهاية لعلمه فقال { ولو أن ما في الأرض } الآية . عن ابن عباس : أنها نزلت جواباً لليهود وأن التوراة فيها كل الحكمة . وقيل : هي جواب قول المشركين أن الوحي سينفد . وتقدير الآية على قراءة الرفع : لو ثبت كون الأشجار أقلاماً وثبت البحر ممدوداً بسبعة أبحر . ويجوز أن تكون الجملة حالاً واللام في البحر للجنس . وجعل جنس البحار ممدوداً بالسبعة للتكثير لا للتقدير ، فإن كثيراً من الأشياء عددها سبعة كالسيارات السبعة والأقاليم السبعة وأيام الأسبوع ومثله قوله صلى الله عليه وسلم " المؤمن يأكل في معاً واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء " أراد الأكل الكثير . وقال في الكشاف جعل البحر الأعظم بمنزلة الدواة ، وجعل الأبحر السبعة مملوءة مداداً ، فهي تصب فيه مدادها أبدا صباً لا ينقطع . قلت : جعله الأبحر سبعة تقديراً ينافي قوله " أبدا لا ينقطع " وإنما لم يجعل للأقلام مداداً لأن نقصان المداد بالكتابة أظهر من نقصان القلم . وإنما لم يقل : كلم الله " على جمع الكثرة للمبالغة إذ يفهم منه أن كلماته لا تفي بكتبتها البحار فكيف بكلمه ؟ وقيل : أراد بكلماته عجائب مصنوعاته الموجودة بكلمة " كن " وقد مر نظير هذه الآية في آخر الكهف .

/خ34