وحين بين غاية قدرته أراد أن يبين أنه لا نهاية لعلمه فقال { ولو أن ما في الأرض } الآية . عن ابن عباس : أنها نزلت جواباً لليهود وأن التوراة فيها كل الحكمة . وقيل : هي جواب قول المشركين أن الوحي سينفد . وتقدير الآية على قراءة الرفع : لو ثبت كون الأشجار أقلاماً وثبت البحر ممدوداً بسبعة أبحر . ويجوز أن تكون الجملة حالاً واللام في البحر للجنس . وجعل جنس البحار ممدوداً بالسبعة للتكثير لا للتقدير ، فإن كثيراً من الأشياء عددها سبعة كالسيارات السبعة والأقاليم السبعة وأيام الأسبوع ومثله قوله صلى الله عليه وسلم " المؤمن يأكل في معاً واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء " أراد الأكل الكثير . وقال في الكشاف جعل البحر الأعظم بمنزلة الدواة ، وجعل الأبحر السبعة مملوءة مداداً ، فهي تصب فيه مدادها أبدا صباً لا ينقطع . قلت : جعله الأبحر سبعة تقديراً ينافي قوله " أبدا لا ينقطع " وإنما لم يجعل للأقلام مداداً لأن نقصان المداد بالكتابة أظهر من نقصان القلم . وإنما لم يقل : كلم الله " على جمع الكثرة للمبالغة إذ يفهم منه أن كلماته لا تفي بكتبتها البحار فكيف بكلمه ؟ وقيل : أراد بكلماته عجائب مصنوعاته الموجودة بكلمة " كن " وقد مر نظير هذه الآية في آخر الكهف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.