غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَأَقۡبَلُوٓاْ إِلَيۡهِ يَزِفُّونَ} (94)

83

{ فأقبلوا إليه } أي إلى إبراهيم { يزفون } بمشون على سرعة . وزفيف النعامة ابتداء عدوها . ومن قرأ بضم الياء فإما لازم من أزف إذا صار إلى حال الزفيف ، أو متعدٍ والمفعول محذوف أي يزفون دوابهم أو بعضهم بعضاً وقد مر نظيره في التوبة في قوله { ولأوضعوا خلالكم } [ التوبة : 47 ] قال بعض الطاعنين ، قوله { فأقبلوا إليه } دل على أنهم عرفوا كاسر أصنامهم . وقوله في " الأنبياء " { أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم } [ الآية : 62 ] دل على أنهم لم يعرفوا الكاسر فبينهما تناقض . وأجيب بأن هؤلاء غير أولئك فالذين عرفوه ذهبوا إليه مسرعين ، والذين لم يعرفوه بعد استخبروا عنه . على أن قوله { فأقبلوا إليه } لا دلالة له على أنهم عرفوا أن الكاسر هو إبراهيم فلعلهم أقبلوا إليه لأجل السؤال عن الكاسر .

/خ83