غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ} (68)

32

ثم ذكر سائر أهوال القيامة وأحوالها بقوله { ونفخ في الصور فصعق } الظاهر أن نفخ الصور مرتان ، وبعضهم روى أنه ثلاث نفخات الأولى للفزع كما جاء في " النمل " ، والثانية للموت وهو معنى الصعق ، والثالثة للإعادة . والأظهر أن الفزع يتقدم الصعق فلا يلزم منه إثبات نفختين ، وقد مر في " النمل " تفسير باقي الآية . قال جار الله : تقدير الكلام ونفخ في الصور نفخة واحدة { ثم نفخ فيه أخرى } وإنما حذفت لدلالة أخرى عليها ولكونها معلومة بذكرها في غير مكان . ومعنى { ينظرون } يقلبون أبصارهم في الجهات نظر المبهوت إذا فاجأه خطب ، أو ينظرون ماذا يفعل بهم . ويجوز أن يكون القيام بمعنى الوقوف والجهود تحيراً .

/خ75