غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (17)

1

قوله { وأما ثمود } مرتفع على الابتداء . قوله { فهديناهم } خبره قال سيبويه : هذا أفصح لأن أما من مظان وقوع المبتدأ بعده . وقرئ بالنصب إضماراً على شريطة التفسير . واتفقوا على أن المراد بالهداية هاهنا الدلالة المجردة لقوله بعده { فاستحبوا العمى } يعني عمى البصيرة وهي الضلالة { على الهدى } إلا أن المعتزلة تأوّلوه بأنه إنما شاع استعماله في الدلالة المجردة لأنه مكنهم وأزاح علتهم فكأنه حصل البغية فيهم بتحصيل ما يوجبها . على أن المراد المعقولة ونقيضها ، وقد مر هذا البحث في أول " البقرة " في قوله { هدى للمتقين }

[ الآية : 2 ] وصاعقة العذاب داهيته وقارعته ، والهون مصدر بمعنى الهوان وصف به العذاب مبالغة ، أو أبدله منه وكسبهم شركهم وتكذيبهم صالحاً وعقرهم الناقة .

/خ24