غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ} (16)

1

ثم أخبر عن إهلاكهم والصرصر الريح الباردة الشديدة ضوعفت من الصر بالكسر وهو البرد الذي يصر أي يجمع ويقبض ، أو من صرير الباب . والتركيب يدور على الضم والجمع . عن ابن عباس أن الله تعالى ما أرسل على عاد من الريح إلا قدر خاتمي ومع ذلك أهلكت الكل . والأيام النحسات هي التي فسرها الله سبحانه في الحاقة { سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام } [ الآية : 7 ] والنحس بالسكون ضد السعد وهو إما مخفف نحس بالكسر أو هو أصل في نفسه كضخم ، أو وصف لمصدر . واستدل به بعض الأحكاميين على أن بعض الأيام يصح وصفه بالسعادة وبعضها بضدها . وأجاب بعض المتكلمين بأن المراد بالنحوسة كونها ذات غبار وتراب وبرد . والإنصاف أنه تكلف خارج عن قانون اللغة . والإضافة في قوله { عذاب الخزي } كهي في قولك : رجل صدق . وقوله { ولعذاب الآخرة أخزى } من الإسناد المجازي فإن الذل والهوان لصاحبه .

/خ24