وقوله { إذ جعل } يجوز أن ينتصب بإضمار " اذكر " أو يكون ظرفاً { لعذبنا } أو ل { صدّوكم } وفاعل { جعل } يجوز أن يكون { الله } وقوله { في قلوبهم } بيان لمكان الجعل كما مر في قوله { وأشربوا في قلوبهم العجل } [ البقرة : 93 ] ويجوز أن يكون { الذين كفروا } ومفعولاه الحمية والظرف فيكون جعلهم في قلبهم بإزاء أنزل الله . والحمية في مقابلة السكينة ، والحمية الأنفة والاستكبار الذي كان عليها أهل الجاهلية ، ومن ذلك عدم إقرارهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ومنه ما جرى في قصة الحديبية من إبائهم أن يكتب في كتاب العهد " بسم الله الرحمن الرحيم " وأن يكتب " محمد رسول الله " يقال : حميت أنفي حمية كأنها " فعلية " بمعنى " مفعول " من الحماية اسم أقيم مقام المصدر كالسكينة بمعنى السكون فأنزل الله على رسوله السكينة والوقار حتى أعطاهم ما أرادوا . وكلمة التقوى التسمية والتوحيد والاعتراف برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، اختارها الله للمؤمنين . ومعنى الإضافة إنها سبب التقوى وأساسها ، أو المراد كلمة أهل التقوى الذين يتقون بها غضب الله . { وكانوا أحق بها وأهلها } لأنهم خيار الأمم . وقيل : أراد وكانوا يعني أهل مكة أحق بهذه الكلمة لتقدّم إنذارهم إلا أن بعضهم سلبوا التوفيق . وحكى المبرد أن الذين كانوا قبلنا لم يكن لأحد أن يقول " لا إله إلا الله " في اليوم والليلة إلا مرة واحدة لا يستطيع أن يقول أكثر من ذلك . وكان قائلها يمدّ بها صوته إلى أن ينقطع نفسه تبركاً بذكر الله ، وقد جعل الله لهذه الأمة أن يقولوها متى شاؤا وهو قوله { وألزمهم كلمة التقوى } أي ندبهم إلى ذكرها ما استطاعوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.