ثم قص رؤيا نبيه صلى الله عليه وسلم بياناً لإعجازه فإن الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة .
وقصته أنه رأى في المنام أن ملكاً قال له { لتدخلن } إلى قوله { لا تخافون } فأخبر أصحابه بها ففرحوا وجزموا بأنهم داخلوها في عامهم ، فلما صدّوا عن البيت واستقر الأمر على الصلح قال بعض الضعفة : أليس كان يعدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نأتي البيت فنطوف به ؟ فقال لهم أهل البصيرة : هل أخبركم أنكم تأتونه العام ؟ فقالوا : لا . قال : فإنكم تأتونه وتطوفون بالبيت فأنزل الله تصديقه . ومعنى { صدق الله رسوله الرؤيا } صدقه في رؤياه ولم يكذبه . وقوله { بالحق } إما أن يكون متعلقاً ب { صدق } أي صدقه فيما رأى صدقاً متلبساً بالحق وهو أن يكون ما أراه كما أراه ، وإما أن يكون حالاً من الرؤيا أي متلبسة بالحق يعني بالغرض الصحيح وهو الابتلاء ، وتميز المؤمن المخلص من المنافق المرائي . وجوّز أن يكون { بالحق } قسماً لأنه إسم من أسماء الله سبحانه ، أو لأن المراد الحق الذي هو نقيض الباطل فتكون اللام في { لتدخلنّ } جواب القسم لا للابتداء فيحسن الوقف على { الرؤيا } . والبحث علن الحلق والتقصير وسائر أركان الحج والعمرة وشرائطهما استوفيناها في سورة البقرة فليتذكر . وفي ورود { إن شاء الله } في خبر الله عز وجل أقوال أحدها : أنه حكاية قول الملك كما روينا . والثاني أن ذلك خارج على عادة القرآن من ذكر المشيئة كقوله { يغفر لمن يشاء } { ويعذب المنافقين إن شاء } والمعنى إن الله يفعل بالعباد ما هو الصلاح فيكون استثناء تحقيق لا تعليق . والثالث أنه أراد لتدخلن جميعاً إن شاء ولم يمت أحد أو لم يغب . والرابع أنه تأديب وإرشاد إلى استعمال الاستثناء في كل موضع لقوله صلى الله عليه وسلم وقد دخل البقيع " وأنا إن شاء الله بكم لاحقون " وليس في فروع الموت استثناء . الخامس أنه راجع إلى حالة الأمن وعدم الخوف . ثم رتب على الصدق وعلى سوء ظن القوم قوله { فعلم ما لم تعلموا } من الحكمة في تأخير الفتح إلى العام القابل { فجعل من دون ذلك } الفتح { فتحاً قريباً } وهو فتح خيبر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.