غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

( سورة التحريم وهي مدنية حروفها ألف وستون كلماتها مائتان وتسع وأربعون آياتها اثنتا عشرة آية ) .

1

التفسير : كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي زينب بنت جحش فيشرب عندها العسل ، فتواطأت عائشة وحفصة فقالتا له : إنما نشم منك ريح المغافير . والمغفور والمغثور شيء واحد ينضحه العرفط والرمث مثل الصمغ وهو حلو كالعسل ويؤكل وله ريح كريهة . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره التفل فحرم لقولهما على نفسه العسل . الثاني أنه ما أحل الله له من ملك اليمين . وهاهنا روايتان : الأولى أنه صلى الله عليه وسلم خلا بمارية القبطية في يوم عائشة وعلمت بذلك حفصة فقال لها : اكتمي عليّ وقد حرمت مارية على نفسي وأبشرك أن أبا بكر وعمر يملكان بعدي أمر أمتي ، فأخبرت به عائشة وكانتا متصادقتين . الثانية أنه خلا بمارية في يوم حفصة فأرضاها بذلك واستكتمها فلم تكتم فطلقها واعتزل نساءه ومكث تسعاً وعشرين ليلة في بيت مارية فقال عمر لابنته : لو كان في آل الخطاب خير لما طلقك . فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم وقال : راجعها فإنها صوّامة قوّامة وإنها لمن نسائك في الجنة . قال جمع من العلماء : لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم حلال بأن يقول : هو عليّ حرام ولكنه كان يميناً كقوله " والله لا أشرب العسل ولا أقرب الجارية بعد اليوم " فقيل له : لم تحرم أي لم تمتنع منه بسبب اليمين يعني أقدم على ما حلفت عليه وكفر عن يمينك { والله غفور } لك { رحيم } بك والدليل عليه ظاهر .

/خ12