مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَـٰٓؤُلَآءِ شُفَعَـٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (18)

وَيَعَبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَالا يَضُرُّهُمْ } إن تركوا عبادتها { وَلاَ يَنفَعُهُمْ } إن عبدوها { وَيَقُولُونَ هَؤُلاء } أي الأصنام { شفعاؤنا عِندَ الله } أي في أمر الدنيا ومعيشتها لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت } [ النحل : 38 ] أو يوم القيامة أن يكن بعث ونشور { قُلْ أَتُنَبّئُونَ الله بِمَا لاَ يَعْلَمُ } أتخبرونه بكونهم شفعاء عنده وهو إنباء بما ليس بمعلوم لله ، وإذا لم يكن معلوماً له وهو عالم بجميع المعلومات لم يكن شيئاً . وقوله { فِى السماوات وَلاَ فِى الأرض } تأكيد لنفيه لأن ما لم يوجد فيهما فهو معدوم { سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ } نزَّه ذاته عن أن يكون له شريك . وبالتاء : حمزة وعلي وما موصولة أو مصدرية ، أي عن الشركاء الذين يشركونهم به ، أو عن إشراكهم