محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَـٰٓؤُلَآءِ شُفَعَـٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (18)

[ 18 ] { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون 18 } .

{ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم } أي الأوثان التي هي جماد / لا تقدر على نفع ولا ضر ، أي ومن شأن المعبود القدرة على ذلك . { ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض } أي أتخبرونه بكونهم شفعاء عنده ، وهو إنباء بما ليس بمعلوم لله ، وإذا لم يكن معلوما له- وهو العالم المحيط بجميع المعلومات لم يكن موجودا فكان خبرا ليس له مخبر عنه .

فإن قلت : كيف أنبأوا الله بذلك ؟ قلت : هو تهكم بهم ، وبما ادعوه من المحال الذي هو شفاعة الأصنام ، وإعلام بأن الذي أنبأوا به باطل ، فكأنهم يخبرونه بشيء لا يتعلق علمه به ، كما يخبر الرجل بما لا يعلمه .

وقوله : { في السماوات ولا في الأرض } تأكيد لنفيه ، لأن ما لم يوجد فيهما فهو منتف معدوم كذا في ( الكشاف ) { سبحانه وتعالى عما يشركون } أي عن الشركاء الذين يشركونهم به ، أو عن إشراكهم .