{ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا } لإنكار التعجب والتعجب منه { أَنْ أَوْحَيْنَا } اسم « كان » و { عجباً } خبره ، واللام في { للناس } متعلق بمحذوف هو صفة ل { عجباً } فلما تقدم صار حالاً { إلى رَجُلٍ مّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ الناس } بأن أنذر أو هي مفسرة إذ الإيحاء فيه معنى القول { وَبَشّرِ الذين ءَامَنُواْ أَنَّ لَهُمْ } بأن لهم . ومعنى اللام في { للناس } أنهم جعلوه لهم أعجوبة يتعجبون منه ، والذي تعجبوا منه أن يوحى إلى بشر وأن يكون رجلاً من أفناء رجالهم دون عظيم من عظمائهم ، فقد كانوا يقولون : العجب أن الله لم يجد رسولاً إلى الناس إلا يتيم أبي طالب : وأن يذكر لهم البعث وينذر بالنيران ويبشر بالجنان ، وكل واحد من هذه الأمور ليس بعجب ، لأن الرسل المبعوثين إلى الأمم لم يكونوا إلاَّ بشراً مثلهم ، وإرسال اليتيم أو الفقير ليس بعجب أيضاً ، لأن الله تعالى إنما يختار للنبوة من جمع أسبابها ، والغنى والتقدم في الدنيا ليس من أسبابها . والبعث للجزاء على الخير والشر هو الحكمة العظمى ، فكيف يكون عجباً ، إنما العجب والمنكر في العقول تعطيل الجزاء { قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبّهِمْ } أي : سابقة وفضلاً ومنزلة رفيعة . ولما كان السعي والسبق بالقدم سميت المسعاة الجميلة والسابقة قدماً كما سميت النعمة يداً لأنها تعطى باليد ، وباعاً لأن صاحبها يبوع بها ، فقيل « لفلان : قدم في الخير » وإضافتها إلى { صدق } دلالة على زيادة فضل وأنه من السوابق العظيمة ، أو مقام صدق ، أو سبق السعادة { قَالَ الكافرون إِنَّ هذا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ } { إن هذا } الكتاب { لسحر } مدني وبصري وشامي ، ومن قرأ { لساحر } فهذه إشارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو دليل عجزهم واعترافهم به وإن كانوا كذابين في تسميته سحراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.