مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسۡقِي رَبَّهُۥ خَمۡرٗاۖ وَأَمَّا ٱلۡأٓخَرُ فَيُصۡلَبُ فَتَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِن رَّأۡسِهِۦۚ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسۡتَفۡتِيَانِ} (41)

ثم عبر الرؤيا فقال { ياصاحبى السجن أَمَّا أَحَدُكُمَا } يريد الشرابي { فَيَسْقِى رَبَّهُ } سيده { خَمْرًا } أي يعود إلى عمله { وَأَمَّا الآخر } أي الخباز { فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطير مِن رَّأْسِهِ } روي أنه قال للأول : ما رأيت من الكرمة وحسنها هو الملك وحسن حالك عنده ، وأما القضبان الثلاثة فإنها ثلاثة أيام تمضي في السجن ثم تخرج وتعود إلى ما كنت عليه . وقال للثاني : ما رأيت من السلال ثلاثة أيام ثم تخرج فتقتل . ولما سمع الخباز صلبه قال : ما رأيت شيئاً فقال يوسف { قُضِىَ الأمر الذى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } أي قطع وتم ما تستفتيان فيه من أمركما وشأنكما أي ما يجر إليه من العاقبة وهي هلاك أحدهما ونجاة الآخر .