الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسۡقِي رَبَّهُۥ خَمۡرٗاۖ وَأَمَّا ٱلۡأٓخَرُ فَيُصۡلَبُ فَتَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِن رَّأۡسِهِۦۚ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسۡتَفۡتِيَانِ} (41)

قوله تعالى : { فَيَسْقِي } : العامَّةُ على فتح الياء ، مِنْ سقاه يَسْقيه . وقرأ عكرمة في رواية " فَيُسْقي " بضم حرف المضارعة مِنْ أسقى وهما لغتان ، يقال : سَقَاه وأَسْقاه ، وسيأتي أنهما قراءتان في السبعة : " نَسْقيكم ونُسْقيكم مما [ في ] بطونه " . وهل هما بمعنىً أم بينهما فرق ؟ ونقل ابن عطية عن عكرمة والجحدري أنهما قرآ " فَيُسقَى ربُّه " مبنياً للمفعول ورفع " ربُّه " . ونسبه الزمخشري لعكرمة فقط .

قوله : { قُضِيَ الأَمْرُ } قال الزمخشري : " ما اسْتَفْتَيَا في أمرٍ واحد . بل في أمرين مختلفين ، فما وجه التوحيد ؟ قلت : المراد بالأمر ما اتُّهما به من سَمِّ المَلِك وما سُجِنا من أجله " .