فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسۡقِي رَبَّهُۥ خَمۡرٗاۖ وَأَمَّا ٱلۡأٓخَرُ فَيُصۡلَبُ فَتَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِن رَّأۡسِهِۦۚ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسۡتَفۡتِيَانِ} (41)

هذا هو بيان ما طلباه منه من تعبير رؤياهما . والمراد بقوله : { أَمَّا أَحَدُكُمَا } هو الساقي ، وإنما أبهمه لكونه مفهوماً أو لكراهة التصريح للخباز بأنه الذي سيصلب { فَيَسْقِى رَبَّهُ خَمْرًا } أي : مالكه ، وهي عهدته التي كان قائماً بها في خدمة الملك ، فكأنه قال : أما أنت أيها الساقي فستعود إلى ما كنت عليه ويدعو بك الملك ويطلقك من الحبس { وَأَمَّا الآخر } وهو الخباز { فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطير مِن رَّأْسِهِ } تعبيراً لما رآه من أنه يحمل فوق رأسه خبزاً فتأكل الطير منه { قُضِيَ الأمر الذي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } وهو ما رأياه وقصاه عليه ، يقال : استفتاه إذا طلب منه بيان حكم شيء سأله عنه مما أشكل عليه ، وهما قد سألاه تعبير ما أشكل عليهما من الرؤيا .

/خ42