التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسۡقِي رَبَّهُۥ خَمۡرٗاۖ وَأَمَّا ٱلۡأٓخَرُ فَيُصۡلَبُ فَتَأۡكُلُ ٱلطَّيۡرُ مِن رَّأۡسِهِۦۚ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسۡتَفۡتِيَانِ} (41)

قوله تعالى : { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } هذا تأويل رؤيا كل واحد منهما ، قد بينه يوسف عليه السلام . أما الأول وهو الساقي الذي رأى أنه يعصر الخمر : فغنه يرد إلى عمله الذي كان عليه وهو سقي الملك . وأما الآخر الذي رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزا : فإنه صائر إلى القتل ثم تأكل الطير من رأسه وهو مصلوب { قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ } أعملهما يوسف عقب هذا التفسير أنه فرغ من تأويل رؤياهما ، وأن ذلك واقع لا محالة ؛ لأن ( الرؤيا على رجل طائر{[2245]} ما لم تعبر{[2246]} ، فإذا عبرت وقعت ) وهذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد عن معاوية بن حيدة . وفي مسند أبي يعلي عن أنس مرفوعا ( الرؤيا لأول عابر ) {[2247]} .


[2245]:طائر: ما تطيرت به؛ أي تيمتن أو تشاءمت. انظر المعجم الوسيط جـ 2 ص 574 والقاموس المحيط جـ 2 ص 82.
[2246]:تعبر: تفسر. ناظر المعجم الوسيط جـ 2 ص 580.
[2247]:تفسير ابن كثير جـ 2 ص 479 وتفسير الطبري جـ 12 ص 131.