مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ} (31)

{ قُل لّعِبَادِيَ الذين ءَامَنُواْ } خصهم بالإضافة إليه تشريفاً . وبسكون الياء شامي وحمزة وعلي والأعشى { يُقِيمُواْ الصلاة وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } المقول محذوف لأن { قل } تقتضي مقولاً وهو أقيموا وتقديره : قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا يقيموا الصلاة وينفقوا . وقيل إنه أمر وهو المقول والتقدير ليقيموا ولينفقوا ، فحذف اللام لدلالة قل عليه ، ولو قيل يقيموا الصلاة وينفقوا ابتداء بحذف اللام لم يجز { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } انتصبا على الحال أي ذوي سر وعلانية يعني مسرين ومعلنين ، أو على الظرف أي وقتي سر وعلانية ، أو على المصدر أي إنفاق سر وإنفاق علانية ، والمعنى إخفاء التطوع وإعلان الواجب { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خلال } أي لا انتفاع فيه بمبايعة ولا مخالة والخلال المخالة ، وإنما ينتفع فيه بالإنفاق لوجه الله . بفتحهما : مكي وبصري ، والباقون بالرفع والتنوين