بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ} (31)

قوله تعالى : { قُل لّعِبَادِىَ الذين ءامَنُواْ } قرأ حمزة والكسائي وابن عامر : { قُل لّعِبَادِىَ } بغير ياء . وقرأ الباقون : { قل لّعِبَادِىَ الذين } بالياء مع النصب ، وأصله الياء ، إلا أن الكسرة تغني عن الياء . وقال بعض الحكماء : شرف الله تعالى عباده بهذه الياء ، وهي خير لهم من الدنيا ، وما فيها ، لأن فيه إضافة إلى نفسه ، والإضافة تدل على العتق ، لأن رجلاً لو قال لعبده : يا ابن ، أو يا ولد لا يعتق ، ولو قال يا ولدي أو يا ابني يعتق بالإضافة إلى نفسه . فكذلك إذا أضاف الله العباد إلى نفسه ، فيه دليل على أن يعتقهم من النار { يُقِيمُواْ الصلاة } يعني : يتمونها بركوعها ، وسجودها ، ومواقيتها ، { وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } من الأموال { سِرّا وَعَلاَنِيَةً } يعني : { سراً } على المتعففين ، وعلانية على السائلين { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } يعني : لا فداء فيه { وَلاَ خلال } يعني : لا مخالة تنفعه ، وهي الصداقة «لأنه » إذا نزل بهم شدة في الدنيا ، يعادون ، ويشفع خليلهم ، وليس في الآخرة شيء من ذلك ، وإنما هي أعمالهم . قرأ ابن كثير وأبو عمرو { لاَّ بَيْعٌ وَلاَ خلال } بنصب العين واللام . وقرأ الباقون : بالرفع والتنوين فيهما . وهذا الاختلاف مثل قوله { ياأيها الذين ءامنوا أَنفِقُواْ مِمَّا رزقناكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شفاعة والكافرون هُمُ الظالمون }

[ البقرة : 254 ] .