غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ} (31)

18

{ قل لعبادي الذين } المقول محذوف لأن جواب " قل " يدل عليه التقدير : قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا يقيموا الصلاة وينفقوا . وجوز بعضهم أن يكون المذكور هو المقول بناء على أنه أمر غائب محذوف اللام . وإنما حسن الحذف لأن الأمر الذي هو " قل " عوض منه ، ولول قيل : " يقيموا الصلاة وينفقوا " ابتداء بحذف اللام لم يجز . والخلال المخالة أراد أنفقوا أموالكم في الدنيا حتى تجدوا ثواب ذلك الإنفاق في هذا اليوم الذي لا انتفاع فيه بمبايعة ولا مصادقة ، وإنما ينتفع بالإنفاق لوجه الله . ونفي المخالة في هذه الآية وفي قوله في البقرة : { لا بيع فيه ولا خلة } [ الآية : 254 ] لا ينافي إثباتها في قوله : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتقين } [ الزخرف : 67 ] لأن المنفية هي التي سببها ميل الطبيعة ورغبة النفس ، والمثبتة هي التي يوجبها الاشتراك في الإيمان العمل الصالح .

/خ34