مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا} (11)

{ وَيَدْعُ الإنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ } أي ويدعو الله عند غضبه بالشر على نفسه وأهله وماله وولده كما يدعو لهم بالخير ، أو يطلب النفع العاجل وإن قل بالضرر الآجل وإن جل { وَكَانَ الإنسَانُ عَجُولاً } يتسرع إلى طلب كل ما يقع في قلبه ويخطر بباله لا يتأنى فيه تأني المتبصر ، أو أريد بالإنسان الكافر وأنه يدعوه بالعذاب استهزاء ويستعجل به كما يدعو بالخير إذا مسته الشدة ، { وكان الإنسان عجولاً } يعني أن العذاب آتيه لا محالة فما هذا الاستعجال ؟ وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هو النضر بن الحارث قال : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } [ الأنفال : 32 ] الآية . فأجيب فضربت عنقه صبراً . وسقوط الواو من { يدع } في الخط على موافقة اللفظ