الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا} (11)

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير } يعني قول الإنسان : اللهم إلعنه واغضب عليه .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير } قال : ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده وعلى امرأته ، يغضب أحدهم فيدعو عليه ، فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده ، فإن أعطاه الله ذلك شق عليه ، فيمنعه ذلك ، ثم يدعو بالخير فيعطيه .

وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد رضي الله عنه : في قوله : { ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير } قال : ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده وعلى امرأته يعجل فيه ، فيدعو عليه لا يحب أن يصيبه .

وأخرج أبو داود والبزار ، عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تدعوا على أنفسكم ، لا تدعوا على أولادكم ، لا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم » .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وكان الإنسان عجولاً } قال : ضجراً لا صبر له على سراء ولا ضراء .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن عساكر ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : أول ما خلق الله من آدم عليه السلام رأسه ، فجعل ينظر وهو يخلق وبقيت رجلاه ، فلما كان بعد العصر قال : يا رب ، اعجل قبل الليل ، فذلك قوله : { وكان الإنسان عجولاً } .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مجاهد قال : لما خلق الله آدم خلق عينيه قبل بقية جسده ، فقال : أي رب ، أتم بقية خلقي قبل غيبوبة الشمس ، فأنزل الله { وكان الإنسان عجولاً } .