الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا} (11)

وقوله سبحانه : { وَيَدْعُ الإنسان بالشر دُعَاءَهُ بالخير وَكَانَ الإنسان عَجُولاً } [ الإسراء : 11 ] .

سقطت الواوُ من { يَدْعُ } في خطِّ المصحف ، قال ابن عباس وقتادة ومجاهد : هذه الآية نزلَتْ ذامَّة لما يفعله الناس من الدعاء على أموالهم في وقت الغَضَبَ والضَّجَر ، فأخبر سبحانه أنهم يدْعُون بالشرِّ في ذلك الوقتِ ، كما يدعون بالخير في وقت التثبُّت ، فلو أجاب اللَّه دعاءهم ، أهلكهم ، لكَّنه سبحانه يصفَحُ ولا يجيبُ دعاء الضَّجر المستعجل ، ثم عَذَرَ سبحانه بعض العُذْرَ في أن الإِنسان له عَجَلة فطرية ، و{ الإنسان } هنا : يراد به الجنْس قاله مجاهد وغيره .

وقال ابن عباس وسليمان : الإِشارة إِلى آدم لما نفخ الرَّوح في رأسه ، عَطَس وأبصر ، فلما مشى الرُّوح في بدنه قبل ساقيه ، أعجبته نفسه ، فذهب ليمشي مستعجلاً لذلك ، فلم يقدر ، والمعنى على هذا فأنتم ذَوُو عجَلةٍ موروثةٍ من أبيكم ، وقالت فرقة : معنى الآية : معاتبة الناس في دعائهم بالشرِّ مكانَ ما يجبُ أنْ يدعوه بالخير .

( ت ) : قول هذه الفرقة نقله ( ع ) غير ملخَّص ، فأنا لخَّصته .