{ وَيَدْعُ الإنسان بالشر } المراد بالإنسان هنا : الجنس ، لوقوع هذا الدعاء من بعض أفراده ، وهو دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له { دُعَاءهُ بالخير } أي : مثل دعائه لربه بالخير لنفسه ولأهله كطلب العافية والرزق ونحوهما ، فلو استجاب الله دعاءه على نفسه بالشرّ هلك ، لكنه لم يستجب تفضلاً منه ورحمة ، ومثل ذلك { وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم بالخير } [ يونس : 11 ] . وقد تقدّم ؛ وقيل : المراد بالإنسان هنا القائل هذه المقالة : هو الكافر يدعو لنفسه بالشرّ ، وهو استعجال العذاب دعاءه بالخير كقول القائل : { اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] . وقيل : هو أن يدعو في طلب المحظور كدعائه في طلب المباح ، وحذفت الواو من { ويدع الإنسان } في رسم المصحف لعدم التلفظ بها لوقوع اللام الساكنة بعدها كقوله : { سَنَدْعُ الزبانية } [ العلق : 18 ] و{ وَيَمْحُ الله الباطل } [ الشورى : 24 ] و{ وَسَوْفَ يُؤْتِ الله المؤمنين } [ النساء : 146 ] ونحو ذلك . { وَكَانَ الإنسان عَجُولاً } أي : مطبوعاً على العجلة ، ومن عجلته : أنه يسأل الشر كما يسأل الخير ؛ وقيل : إشارته إلى آدم عليه السلام حين نهض قبل أن تكمل فيه الروح ، والمناسب للسياق هو الأوّل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.