معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا} (11)

وقوله : { وَيَدْعُ الإِنْسَانُ11 }

حذفت الواو منها في اللفظ ولم تُحذف في المعنى ؛ لأنها في موضع رفع ، فكان حذفها باستقبالها اللام السَّاكنة . ومثلها { سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } وكذلك { وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ المُؤْمِنِينَ } وقوله { يَوْمَ يُنادِ المُنادِ } وقوله { فَما تُغْنِ النُّذُرُ } ولو كُنَّ بالياء والواو كان صَواباً . وهذا من كلام العرب . قال الشاعر :

كفاك كفٌّ ما تُليق درهما *** جُوداً وأخرى تُعْطِ بالسيف الدَّما

وقال بعض الأنصار :

ليس تخفي بشَارتي قَدْر يومٍ *** ولقد تُخْفِ شِيمتى إعْسَارِى

وقوله : { وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ } يريد كدعائهِ بالخير في الرغبة إلى الله عزَّ وجَل فيما لا يحبّ الداعي إجابته ، كدعائه على ولده فلا يستجاب له في الشرّ وقد دعا به . فذلك أيْضاً من نِعَم الله عزّ وجلَّ عليه .