الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا} (11)

قوله تعالى : { وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ } : في الباءين ثلاثةُ أوجه ، أحدُها : أنهما متعلِّقتان بالدعاءِ على بابهما نحو : " دَعَوْتُ بكذا " والمعنى : أنَّ الإِنسانَ في حالِ ضَجَرِه قد يَدْعُو بالشرِّ ويُلِحُّ فيه ، كما يَدْعُو ويُلِحُّ فيه .

والثاني : أنهما بمعنى " في " بمعنى أنَّ الإِنسانَ إذا أصابه ضرٌّ دعا وألَحَّ في الدعاءِ واستعجل الفرجَ ، مثلَ الدعاءِ الذي كان يحبُّ أَنْ يدعوَه في حالة الخير ، وعلى هذا فالمَدْعُوُّ به ليس الشرَّ ولا الخيرَ . وهو بعيدٌ . الثالث : أن تكونَ للسببِ ، ذكره أبو البقاء ، والمعنى لا يُساعده ، والمصدرُ مضافٌ لفاعِلِه .